دبي - العربية، وكالات
قال
شهود عيان إن طابوراً إسرائيلياً مدرعاً انسحب من وسط قطاع غزة، السبت
27-3-2010، منهياً اقتحاماً شنته إسرائيل في أعقاب مقتل جنديين من قواتها
في اشتباك حدودي مع مسلحين فلسطينيين، كما تبنّت كتائب القسام والأقصى
الهجوم الذي قُتل فيه العسكريان الإسرائيليان.
وكانت دبابات إسرائيلية قد توغلت في قطاع غزة أمس بعد مقتل جنديين
اسرائيليين واثنين من المسلحين الفلسطينيين في أسوأ اشتباك على حدود قطاع
غزة منذ أن أنهت إسرائيل هجومها على القطاع منذ 14 شهراً.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن خمس دبابات إسرائيلية وجرافتين مدرعتين توغّلت مع إطلاق النيران باتجاه مدينة خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ضابطاً ومجنداً قُتلا في كمين نصبه مسلحون
فلسطينيون لدورية عسكرية إسرائيلية على حدود قطاع غزة، كما أصيب جنديان
اسرائيليان آخران في الاشتباك الذي قتل فيه مسلحان فلسطينيان أيضاً.
ولم
يؤكد المسؤولون الفلسطينيون سقوط قتلى فلسطينيين، بينما قالت مصادر في
مستشفى بغزة إن خمسة فلسطينيين على الأقل من بينهم صبي في العاشرة من عمره
أصيبوا في الهجوم.
وقالت أفيتال لئيبوفيتش، المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي: "أعتقد أنه من
الصواب القول إن ذلك هو أحد أشرس الأيام منذ وقوع عملية الرصاص المصبوب".
ولا يبدو أن الاشتباك له صلة بالأزمة الدبلوماسية الحالية بين إسرائيل
والفلسطينيين والولايات المتحدة بسبب بناء اسرائيل للمستوطنات على أراضي
الضفة الغربية المحتلة والجهود المتعثرة لاستئناف محادثات السلام.
وانسحبت إسرائيل من جانب واحد من غزة عام 2005.
وقالت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 إن رجالها أطلقوا النار على جنود اسرائيليين عبروا الحدود الى داخل قطاع غزة.
وأوقفت حركة حماس عملياتها ضد إسرائيل بشكل كبير منذ الحرب التي جرت
بينهما أواخر 2008 ومطلع 2009 والتي قتل خلالها ما يقرب من 1400 فلسطيني
أكثرهم من المدنيين و13 إسرائيلياً أكثرهم من العسكريين.
لكن جماعات فلسطينية صغيرة خرقت هدنة الأمر الواقع بين الجانبين بإطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية.
وقالت اسرائيل إنها تحمّل حماس مسؤولية العنف، ما ينذر بوقوع عمل انتقامي.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أمام صحافيين "حماس مسؤولة عن اي
نشاط يأتي من غزة الى اسرائيل لا يهم ان تعلن مسؤوليتها او لا تعلن".
وشاركت حماس في القتال لكن قالت إن مسلحيها تحركوا لرد توغل اسرائيلي.
وقال أبوعبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس إن قوة من الجيش
الاسرائيلي توغلت 500 متر داخل الاراضي الفلسطينية وواجهها مسلحو الحركة،
وأضاف أن ما جرى كان من عمل قوات حماس لكنه جرى بغرض دفاعي.
كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الاقصى ان رجالهما شاركوا ايضاً في القتال.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إن الوحدة الاسرائيلية تعرضت لإطلاق النيران لدى عبورها الى غزة في عملية لإزالة لغم.
وقالت مصادر فلسطينية إن الاشتباك اسفر عن ضحايا آخرين لكن لم يتسنّ الحصول على المزيد من التفاصيل.
وقال شهود عيان إن القوات الاسرائيلية حملت جندياً مصاباً ووصلت طائرات هليكوبتر اسرائيلية الى المنطقة فيما يبدو للإجلاء الطبي.
ولم توضح البيانات الصادرة عن حماس والجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى
الجهة التي ربما تكون نفذت الكمين الاول الذي نصب للدورية الاسرائيلية.
وتصاعدت حدة التوتر على حدود غزة هذا الشهر مع شنّ إسرائيل غارات جوية
متكررة رداً على هجمات صاروخية فلسطينية قتلت احداها عاملاً تايلاندياً
الاسبوع الماضي.
وقتل جندي اسرائيلي عرضاً بنيران زملائه هذا الاسبوع عندما سارع جنود
اسرائيليون لاعتراض ثلاثة فلسطينيين اجتازوا الحدود الى داخل اسرائيل،
وتبين في ما بعد أنهم كانوا يعتزمون البحث عن عمل في اسرائيل.
وكانت آخر مرة يقتل فيها جندي اسرائيلي على حدود غزة بعد تسعة أيام من
انتهاء العملية العسكرية الاسرائيلية في يناير (كانون الثاني) 2009 عندما
انفجرت فيه قنبلة زرعها فلسطيني.