عدد المساهمات : 225 نقاط : 515 تاريخ التسجيل : 04/02/2010
موضوع: @ دعوة للفرحة في رحاب رسول الله @ الخميس فبراير 25, 2010 5:31 pm
روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة
إننا إذ نتحدث عن رسول الله فإننا نتحدث عن كل المعاني السامية وكل الأخلاق الحسنة، ولقد كثرت الشروح في وصف شجاعته وكرمه وفطنته وحكمته وعدله وحِلمه وكل ذلك فيه صلى الله عليه وسلم، ولكن الحديث عن الابتسامة والفرحة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ربما يكون حديثا غير مطروق بكثرة، وفيه من الآثار الواردة عنه ما يضيء لنا جانبا باسما من حياة الشمس صلى عليه ربنا وسلم، فقد روى البخاري عن أحد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أنه قال: "ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي"، وكذلك ما رواه الترمذي عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه أنه قال: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فبرغم كثرة مشاغل النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يدير شئون أمة ويغرس دين الله في الأرض، برغم جدب هذه الأرض وصخرية التربة التي كان يزرع فيها، ورغم كل ما يحيط به من صعوبات وعداوات لكنه كان ينير وجهه بابتسامة عذبة لا تفارقه.. كان يشارك المسلمين حياتهم.. يحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم، ويشاركهم كل شئونهم.. ويخفف عنهم بابتسامته العذبة وبشاشته الندية.. وكان يمزح صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يقول إلا حقًّا، وكان لا يحدّث بحديث إلا تبسم.
وقد وصف الصحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأنه كان من أفكه الناس، وكان في بيته- صلى الله عليه وسلم- يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلى أقاصيصهن، فقد ذكر أنه تسابق يوما مع أمنا عائشة- رضي الله عنها- فسبقته في المرة الأولى، فسابقها مرة أخرى فسبقها، فقال لها: "هذه بتلك"، أي واحدة بواحدة، وكان يحمل الحسن والحسين على ظهره ويداعبهما في ود وحب وحنان.
ومن مزاحه صلى الله عليه وسلم- أنه جاءته يوما امرأة عجوز تقول له: ادعُ الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: "يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز"، فبكت المرأة، وظنت أنه يعني ظاهر المعنى أنها لن تدخل الجنة لأنها عجوز، فأخبرها صلى الله عليه وسلم: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء، وتلا عليها قول الله تعالى في نساء الجنة: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا}، أي أنها قبل أن تدخل الجنة ستدخل مصنع التجميل الإلهي؛ ليعيدها شابة كما كانت بكرا، فلا يدخل الجنة عجوز بالفعل..
ومن مزاحه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل أعرابي يطلب منه أن يحمله على ناقته، فقال له صلى الله عليه وسلم: "لا أحملك إلا على ولد الناقة"، قال له: يا رسول الله وما أصنع بولد الناقة؟ حيث فهم الأعرابي أنه سيجعله يركب على مولود جديد، فقال له عليه الصلاة والسلام: وهل البعير أو الجمل إلا ولد الناقة؟ هكذا كان يداعب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين خصوصا العجائز والأطفال والرجال كذلك.
هذا عن ابتسامته صلى الله عليه وسلم فماذا عن مرحه وإتاحته للبهجة أن تأخذ حيزها في حياة المسلمين؟
لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب إشاعة السرور والبهجة في حياة أصحابه، وخاصة في المناسبات السعيدة كالأعراس والأعياد.
كانت حياة المسلمين مليئة بالحروب ولحظات الحزن والموت والوداع، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشجع أتباعه على اغتنام لحظات السعادة والمرح بما أحل الله، فقد ورد أنه استنكر -صلى الله عليه وسلم- يومًا أن تزفّ فتاة إلى زوجها زفافًا صامتًا، لا يصاحبه لهو ولا غناء، فقال: "هلّا بعثتم معها من يغني؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو ". فقالوا يا رسول الله ما نقول؟ قال: قولوا: أتيناكم أتيناكم.. فحيّونا نحييكم".
وقد أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد، وكان يحرضهم ويقول: "دونكم يا بني أرفدة"، وأتاح لعائشة أن تنظر إليهم من خلفه، وهم يلعبون ويرقصون، ولم ير في ذلك بأسًا ولا حرجًا.
ومنه ما ورد في الصحيحين أن أبا بكر دخل على النبي في بيت أم المؤمنين عائشة وعندها جاريتان تغنيان، فانتهرهما أبو بكر، وقال: أمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال النبي عليه السلام: "دعهما يا أبا بكر؛ فإنها أيام عيد". معللا ذلك بقوله: "حتى يعلم اليهود أن في ديننا فسحة.. إني أرسلت بحنيفية سمحة!"..
كان هذا جانبا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم.. الأسوة الحسنة، والرحمة المهداة.. نذكره في يوم مولده لنذكر به، ونقول له: عليك يا نبي الله السلام..
yuri19_86
عدد المساهمات : 67 نقاط : 109 تاريخ التسجيل : 24/03/2010
موضوع: رد: @ دعوة للفرحة في رحاب رسول الله @ الأربعاء مارس 24, 2010 9:11 am